خطوات يومية للوقاية من ارتفاع ضغط الدم

الكاتب : عمر إبراهيم

يُعدّ ارتفاع ضغط الدم من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا حول العالم، ويُعرف طبيًا بأنه زيادة الضغط الواقع على جدران الأوعية الدموية، مما يرفع خطر الإصابة بـ النوبات القلبية والسكتات الدماغية والفشل الكلوي وحتى الخرف وتكمن خطورة هذا المرض في كونه القاتل الصامت، إذ قد لا تظهر أي أعراض واضحة في مراحله الأولى، ما يجعل كثيرين يعيشون به دون علمهم حتى يتسبب في مضاعفات خطيرة.

لكن الخبر الجيد أن اتباع نمط حياة صحي والالتزام ببعض العادات اليومية البسيطة يمكن أن يقلل بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم ويحافظ على صحة القلب والأوعية الدموية.

تشير تقارير هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية إلى أن عددًا كبيرًا من الشباب لا يتحكمون في ضغط دمهم بالشكل الكافي، رغم أن المرض لا يعتمد فقط على العوامل الوراثية، بل يتأثر بشدة بعادات الحياة اليومية مثل النظام الغذائي، النشاط البدني، التدخين، ومستويات التوتر.

وبحسب موقع غربة نيوز من أبرز الخطوات التي ينصح بها الأطباء للوقاية من ارتفاع ضغط الدم ما يلي:

الاهتمام بتناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك مثل الزبادي الطبيعي، واللبن الرايب، والمأكولات المخمرة كالمخللات والكرنب، فهذه الأطعمة لا تفيد صحة الجهاز الهضمي فحسب، بل تساهم أيضًا في خفض ضغط الدم وتحسين توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، وتشير الدراسات إلى أن هذه الميكروبات المفيدة تعزز ما يُعرف بـ محور الأمعاء والقلب، وهو الرابط الحيوي بين صحة الجهاز الهضمي وصحة القلب.

كما يُوصى بالتركيز على الأطعمة الغنية بالألياف، إذ تلعب الألياف دورًا أساسيًا في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم، فهي تساعد على تحسين التمثيل الغذائي وتقليل الالتهابات التي قد تؤثر على الشرايين، وأكدت أبحاث حديثة أن زيادة استهلاك الألياف حتى بمقدار بسيط يوميًا يمكن أن يساهم في خفض الضغط الانقباضي والانبساطي بشكل ملحوظ، وتشمل أفضل مصادر الألياف: الخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، والبقوليات، مع تقليل تناول الملح والدهون المشبعة.

أما من الناحية الحركية، فممارسة النشاط البدني اليومي من العوامل الفعالة في خفض ضغط الدم والحفاظ على اللياقة القلبية، ولا يشترط قضاء ساعات في صالة الألعاب الرياضية، إذ يمكن تحقيق نتائج ممتازة من خلال المشي السريع أو صعود السلالم لبضع دقائق يوميًا. وقد أظهرت دراسة نُشرت في المجلة الطبية البريطانية أن خمس دقائق من التمارين المكثفة مرتين يوميًا فقط يمكن أن تحسن صحة القلب والأوعية الدموية بشكل كبير.

ولا يمكن تجاهل عامل التدخين، فهو أحد أخطر المسببات لارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، وتشير الإحصاءات إلى أن التدخين مسؤول عن نحو ثلث حالات الوفاة الناتجة عن أمراض القلب، فالمواد الكيميائية الموجودة في السجائر تُحدث التهابات في الأوعية الدموية وتؤدي إلى تضيق الشرايين وتراكم اللويحات، ما يزيد من احتمالية الجلطات القلبية والسكتات الدماغية. لذلك فإن الإقلاع عن التدخين نهائيًا يعد خطوة حاسمة نحو الوقاية من أمراض القلب والسيطرة على ضغط الدم.

وفي النهاية، فإن السيطرة على ضغط الدم لا تعتمد فقط على العلاج الدوائي، بل على التزام الفرد بعادات يومية صحية تشمل الغذاء المتوازن، الحركة المنتظمة، والتوقف عن التدخين ،هذه الخطوات البسيطة يمكن أن تكون الفارق بين حياة صحية خالية من المضاعفات وأخرى مليئة بالمخاطر المرتبطة بارتفاع ضغط الدم.