أردوغان يدعو قسد للاندماج في الجيش السوري

الكاتب : شيماء مصطفى

في ظل استمرار المفاوضات بين قوات سوريا الديمقراطية ودمشق، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تلك القوات إلى الاندماج الكامل ضمن الجيش السوري، معتبرا أن هذه الخطوة تمثل مدخلا رئيسيا لتحقيق الاستقرار والتنمية في البلاد.

دعوة إلى الاندماج والوحدة

وقال أردوغان، في تصريحات للصحافيين خلال عودته من مدينة شرم الشيخ، إن اندماج قوات سوريا الديمقراطية مع مؤسسات الدولة السورية من شأنه أن يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من البناء وإعادة الإعمار، مؤكدا أن بلاده تتابع عن كثب تطورات الحوار بين الطرفين.

وأضاف أن استمرار هذه القوات في اتباع ما وصفه بـالطرق الخاطئة لن يخدم مصلحة الشعب السوري، داعيا إياها إلى تبني مواقف تعزز وحدة الأراضي السورية وتماسك مؤسساتها، وأوضح أن على قسد أن تدعم المسار الذي يحقق مستقبلا مزدهرا لسوريا وشعبها بكل مكوناته.

تنسيق تركي سوري متواصل

وأكد أردوغان أن قنوات الاتصال بين أنقرة ودمشق مفتوحة على كل المستويات، مشيرا إلى أن هناك اتصالات شاملة ومتواصلة في مختلف المجالات السياسية والأمنية، وشدد على أن بلاده عازمة على تعزيز التعاون والتنسيق مع الحكومة السورية للحفاظ على مكاسب المنطقة واستقرارها.

وقال الرئيس التركي إن بلاده لن تترك الرئيس السوري أحمد الشرع ورفاقه وحدهم في هذه المرحلة الحساسة، في إشارة إلى دعم أنقرة للمسار السياسي الجديد الذي تشهده الساحة السورية.

خلفية المفاوضات بين دمشق وقسد

وشهدت الأيام الأخيرة سلسلة لقاءات بين وفود من الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية، لبحث سبل دمج تلك القوات في مؤسسات الدولة، وخصوصا في الجيش والأجهزة الأمنية، وجاءت هذه اللقاءات استكمالا لاتفاق العاشر من مارس الماضي، الذي وقع بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي.

ونص الاتفاق على دمج المؤسسات المدنية والعسكرية في مناطق شمال وشرق سوريا، وضمان الحقوق الدستورية للأكراد، وعودة النازحين إلى مناطقهم، إضافة إلى ضمان مشاركة جميع السوريين في العملية الانتقالية المقبلة، كما أكد الاتفاق على رفض أي دعوات لتقسيم البلاد، وعلى استمرار التعاون في محاربة بقايا الجماعات المسلحة التابعة للنظام السابق.

خلافات حول مركزية الدولة

وعلى الرغم من التفاهمات المبدئية التي تحققت في بداية المفاوضات، فإن المحادثات تعثرت لاحقا بسبب الخلافات بين الطرفين، فقد تمسكت الإدارة الذاتية بضرورة الحفاظ على خصوصية قوات سوريا الديمقراطية ضمن هيكلية الجيش السوري، بينما أصرت الحكومة على مبدأ مركزية الدولة ورفض أي شكل من أشكال الحكم الذاتي.

ومع ذلك، عادت المشاورات مؤخرا بزخم جديد وصفته مصادر قريبة من الطرفين بالإيجابي، في ظل رغبة مشتركة في تجاوز العقبات والتوصل إلى تفاهم شامل يضمن وحدة البلاد واستقرارها السياسي والعسكري.