• facebook
  • twitter
  • google+
  • youtube
  • rss
أحدث الأخبار|

ترامب قد يسمح لإسرائيل باستئناف العمليات العسكرية في غزة إذا لم تلتزم حماس باتفاق وقف إطلاق النار إصابة نتنياهو بالتهاب في الجهاز التنفسي وإلغاء جميع أنشطته الرسمية – 15 أكتوبر 2025 الجيش السوداني يعلن إسقاط طائرات مسيّرة استهدفت العاصمة الخرطوم اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025 الذهب يتجاوز 4200 دولار مع تراجع الدولار عالميا السويد تتعقب غواصة روسية في بحر البلطيق ألمانيا تتمسك بموعد تطبيق قانون الخدمة العسكرية جثة مجهولة تربك إسرائيل بعد تسلم رفات من غزة ترامب يهدد بنقل مباريات كأس العالم 2026 من مدن أمريكية لأسباب أمنية مقتل 15 مدنيًا في هجوم باكستاني على حدود أفغانستان – تصاعد التوتر 15 أكتوبر 2025 الشرطة الإيطالية في مأساة.. ضحايا جراء انفجار أثناء مهمة إخلاء الصين تعلن استعدادها لمواجهة الحرب التجارية مع الولايات المتحدة وتعزيز التجارة العالمية إسرائيل ترفض فتح رفح رئيس الفيفا يثير الجدل في قمة شرم الشيخ ترامب يهاجم غلاف تايم ويسخر من صورته تحذير من حرب نووية بسبب توماهوك

الإثنين 18/01/2016 - 12:24 بتوقيت نيويورك

مرحباً بكم فى مصر الجديدة

مرحباً بكم فى مصر الجديدة

المصدر / عبد المنعم سعيد

مصر الجديدة هنا هى الوطن وليس الحى، والجديد فيها أن مرحلة من الدوار الثورى قد اكتملت مؤسساته، ودقت ساعة بناء الوطن. ولا أعرف فى تاريخ تلك المراحل المضطربة لأمم مختلفة أن ما جاء بعد الثورة أو الثورات كان مرضياً عنه من جميع المواطنين. كان هناك من اعتقد دوماً أن الثورة كانت خطأ من الأصل، وربما لا يعرف الكثيرون أن جماعة غير قليلة من سكان المستعمرات البريطانية فى أمريكا الشمالية اعترضوا على الثورة الأمريكية (١٧٧٦م)، بل إن بعضهم ممن ظلوا حاملين الولاء للملك البريطانى هاجروا إلى كندا، وبعضهم شارك فى الحملة البريطانية على الولايات المتحدة عام ١٨١٢. أمر مثل هذا حدث فى الثورة الفرنسية، وبعد هزيمة نابليون عام ١٨١٥، عادت أسرة البوربون مرة أخرى إلى الحكم.

هناك أمثلة كثيرة، ليس فقط على خطأ التغيير الثورى، ومصداقية البداية، ولكن على سلامة المسار. وبالطبع كان منطقيا أن تكون هناك خلافات جذرية حول الأهداف المستقبلية للتغيير الكبير، فالثورة بطبيعتها لابد وأن تمثل تحالفا هائلا للقوى السياسية اتفقت على أمر واحد، وهو الإطاحة بالنظام القائم، ولكنها اختلفت على كل أمر آخر. فى العادة أيضا تنتهى الرومانسية الثورية، وتصطدم ثورة التوقعات الكبرى بالواقع المرير، فما كان يعزو من ذنوب ومعاصٍ للنظام القديم سرعان ما يجرى اكتشاف الخطايا الكامنة فى تركيبة الدولة وثقافة الأمة وتعقيدات السلطة. هنا كانت الدساتير، والانتخابات، وقيام التحالفات والتحالفات السياسية المضادة، وسائل للتعامل مع واقع تغير بشكل كبير، ولكن لا أحد يعرف ماذا سوف يأتى بعده. الزمن يصير عدواً للجميع، ومن تخيل أنه بزوال سلطة سوف تنفتح الأبواب لكى يتساقط الخير، يكتشف مع الذعر الشديد أن عليه التعامل مع قضايا مرعبة. فكر للحظة واحدة فى عجز الموازنة العامة، واغمض عينيك وافتحها لكى تتذكر الحالة التى وصلت إليها البنية الأساسية فى مصر، ولا تنس كل الكوارث القائمة فى التعليم والصحة والبيئة غير الأزمات الكبرى للأمن القومى.

وسط ذلك كله انعقد مجلس النواب المصرى الجديد، كان كل عضو فيه محملاً بالتفاؤل الشخصى لأنه فاز فى انتخابات نزيهة، والتفاؤل العام لأنه يظن أن كل ما سبق لابد وأن له حلاً ومواجهة ما. الرأى العام لم يجد فيما شاهده على شاشات التليفزيون ما يسر، وشاعت مع الكوميديا المعتادة فى مثل هذه المواقف انتقادات كانت فى جوهرها تمنيات أن يكون المجلس أكثر انضباطا لغويا من على المنصة، وحركيا فى قاعة البرلمان. المدهش فى هذا الموضوع أن النموذج الذى كان عالقا فى الذهن هو شكل الجلسة الافتتاحية لمجلس النواب فيما قبل الثورة، والمؤكد لو أن ذلك كان هو ما نتج عن الثورة فإن الكوميديا كانت سوف تكون سوداء فاحمة السواد لأن الثورات والتضحيات والشهداء والتراجع العام كانت فى النهاية بلا ثمن، فقد دار الزمان دورته كاملة ليعود حيث كان.

لحسن الحظ إذن أن ذلك لم يحدث، ومهما كان مشهد الافتتاح لمجلس النواب والأيام التالية له فهو كان- كما سبق لى القول صباح يوم الانتخابات فى الجولة الأولى- المرآة التى تعكس وجه الوطن الخائف بشدة من العودة إلى حيث كان، والخائف أكثر من المجهول الذى سوف يذهب إليه جيل جديد من النخبة السياسية فى البلاد، سواء كانوا فى مجلس النواب أو داخل أحشاء السلطة التنفيذية. ما نشاهده هو خلاصة هذه الحالة، ولا يمكن الخروج منها إلا بأن تكون الأهداف واضحة، والأولويات لا تقل وضوحا، والمبادئ التى يقوم عليها هذا وذاك ساطعة الوضوح. الأولى والثانية على السلطة التنفيذية، والرئيس عبدالفتاح السيسى شخصيا، أن يخلقا توافقا وطنيا حولها بحيث تكون مهمة مجلس النواب ليس الإطاحة بها عن طريق تشجيع الإنفاق العام، ومقاومة الإصلاح كما حدث مع قانون الخدمة المدنية، وإنما بالاجتهاد الذى يجعل القوانين والتشريعات مقبولة من الأمة. المبادئ هنا ضرورية، فنحن بالتأكيد لا نعيد اختراع العجلة التى تم اختراعها منذ وقت طويل، كما أن لكل عمل وهدف ثمنا، فلا غداء ولا عشاء بالمجان. وبصراحة كاملة فلا يوجد مفر من تحمل الدواء المر، وأحيانا آلام العمليات الجراحية الصعبة، وإمكانية هذا وذاك سوف تعتمد على الحوار والإقناع والشرح الذى لا يكل ولا يمل.

الإعلام الذى تهكم وتململ وتصيد خلال الفترة الماضية كشف بكثير من الضياء عن مثالبنا، ولكنه فى نفس الوقت لم يأخذ بيد أحد إلى الأمام، والمدهش أن النتيجة كانت بعدم بث جلسات المجلس. هذا فشل لا يتحمله الإعلام، ولا يتحمله مجلس النواب، ولا تتحمله الدولة. ولم يبق فى الوقت متسع، وعلى الكاميرات أن تدور داخل المجلس، وعلى العقول الرشيدة أن تبدأ التفكير، ومرحبا بكم جميعا فى مصر الجديدة، وإذا لم يرق لكم ما سوف تشاهدونه فذلك هو نحن، وهذا هو حالنا وما نحن عليه.

نقلا عن "المصري اليوم"

الأكثر مشاهدة


التعليقات