المصدر / وكالات

بثّت القناة العبرية الثانية، مساء أمس الجمعة، تقريرًا مصوّرًا لها من قطاع غزة تحدث فيه بالصوت فقط دون أن يظهر الصحفي الإسرائيلي "هنريك زيمرمان" وهو يقول أنه متواجد في قطاع غزة مع فريق عمل تحت حماية وإشراف أمن حماس، وهو الأمر الذي أثار الكثير من الجدل في ساعات صباح اليوم السبت في الأوساط الإعلامية والسياسية في غزة.

مصادر خاصّة أوضحت لصحيفة "القدس" أن هنريك أو الاسم الأصح "انريكي زيمرمان" وهو يهودي إسرائيلي الأصل ويحمل الجنسيتين الإسبانية والبرتغالية، دخل الى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون "إيرز".

وبيّنت المصادر أن هذا الصحفي عادةً ما يستغل الجنسيتين الأسبانية والبرتغالية في إعداد تقاريره، لكن المفاجئ بالنسبة للكثير من الصحافيين أن هنريك معروف عنه أنه إسرائيلي ويعمل لصالح عدة قنوات تلفزيونية، وكان قد أعد تقارير في سنوات سابقة تهاجم المقاومة وحماس، متسائلين عن كيفية دخوله غزة رغم كل هذه المعلومات المعروفة عنه.

ويظهر من طريقة إعداد التقرير أن هنريك لم يكن يرغب بالظهور أمام الكاميرا خلال إعداد التقرير، ليتبين أنّه كلّف فريقًا صحافيًا من غزة بإعداد التقرير على اعتبار أنه يُعد لصالح التلفزيون البرتغالي.

ولفتت المصادر إلى أن هنريك يُعد التقارير باستمرار بهذا الشكل، وقد افتعل ذات القصة بوصوله إلى الحدود الأردنية- السورية إلى مخيم الزعتري منذ أكثر من عام حين أعدّ تقريرًا عن تجارة النساء وزواج السوريات من أثرياء عرب لعدة ساعات فقط ثم تطليقهن، حيث ادّعى حينها أنه كان يعد التقرير لصالح التلفزيون الأسباني قبل أن يفاجأ صحافيون ساعدوه في إعداد التقرير من الأردن أنه بُثَّ عبر التلفزيون الإسرائيلي.

وأكدّ المكتب الإعلامي الحكومي منع وسائل الإعلام الإسرائيلية من العمل في قطاع غزة بقرار سابق من مجلس الوزراء في غزة، في حين نفى القيادي في حركة حماس أحمد يوسف أن يكون قد أجرى لقاءً مع صحفي إسرائيلي.

مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة سلامة معروف، أكد على الاستمرار العمل بقرار منع الإعلام العبري من العمل في قطاع غزة، نافيًا أن يكون هنريك دخل غزة كمراسل للقناة العبرية الثانية.

وأوضح معروف في بيان صحفي أن هنريك دخل غزة بجواز سفر برتغالي وبطاقة عمل للتلفزيون الأسباني، وأجرى جميع اللقاءات على هذا الأساس، واصفًا ما جرى بإنه "تلاعب من قبل الصحفي ذاته".

بدوره، اعتبر الصحفي صالح المصري، منسق اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية في فلسطين، أن ما جرى خطير ويمثل "سقطة أمنية" كون قطاع غزة يعيش ظروف خاصة واستثنائية. 

وطالب المصري وزارة الداخلية ووزارة الإعلام التحقيق في هذا الأمر لتفادي تكراره، وتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة كيفية دخول الصحفي الإسرائيلي إلى قطاع غزة باستخدام جنسية أخرى.