المصدر / شيماء مصطفى

سياحة النخبة أم عبء بيئي؟ زفاف بيزوس يفتح نقاشًا واسعًا في البندقية

زفاف بيزوس الفاخر في البندقية ينعش اقتصاد المدينة ويثير جدلاً بيئياً

البندقية - وكالات
شهدت مدينة البندقية الإيطالية، يوم الجمعة، حفل زفاف استثنائي جمع بين مؤسس شركة "أمازون" الملياردير الأميركي جيف بيزوس، والإعلامية السابقة لورين سانشيز، في احتفال فاخر امتد على مدار أسبوع كامل، وحظي باهتمام عالمي واسع.

أقيم الحفل في فندق "أمان" الفاخر، الذي يقع داخل قصر تاريخي من عصر النهضة، وتم حجزه بالكامل لاستقبال الضيوف رفيعي المستوى، حيث تبدأ تكلفة الليلة الواحدة فيه من نحو 2000 يورو.

نجوم السياسة والإعلام بين المدعوين

ضمت قائمة الحضور نخبة من مشاهير العالم، بينهم إيفانكا ترامب، وكيم كارداشيان، وتوم برايدي، وأوبرا وينفري، والملكة رانيا العبدالله. وبهذه المناسبة، أعلن حاكم منطقة فينيتو أن بيزوس سيتبرع بمبلغ 3.5 مليون دولار لدعم مشاريع محلية، منها جامعة البندقية الدولية، وجمعيات بيئية، بالتعاون مع منظمة اليونسكو.

مكاسب اقتصادية هائلة

وفق تقديرات رسمية لوزارة السياحة الإيطالية، قد يدر الزفاف ما يزيد عن 957 مليون يورو (نحو 1.1 مليار دولار) على المدينة، من بينها 28.4 مليون يورو كإنفاق مباشر على الفنادق والخدمات، في حين تشكل التغطية الإعلامية العالمية للحدث أكثر من 895 مليون يورو كعوائد غير مباشرة.

احتجاجات بيئية وانتقادات محلية

ورغم الدعم الرسمي، واجه الحدث موجة من الانتقادات من نشطاء بيئيين ومواطنين محليين، ولا سيما من جماعة "لا مكان لبيزوس"، التي نظمت وقفات احتجاجية منددة بما وصفته "تحويل المدينة إلى واجهة سياحية للنخبة على حساب السكان".

كما انتقدت منظمة "غرينبيس" الحفل لما له من آثار بيئية، مشيرة إلى أن استخدام الطائرات الخاصة واليخوت الفاخرة ساهم في انبعاثات كربونية إضافية، خاصة في ظل أزمة المناخ الحادة التي تؤثر على النظام البيئي الهش للمدينة.

السياحة الفاخرة بين الفرص والمخاوف

وفي الوقت الذي تعتبر فيه السلطات المحلية أن مثل هذه الفعاليات تعزز مكانة البندقية كوجهة للسياحة الراقية وتدفع بعجلة الاقتصاد، يبدي السكان تخوفهم من فقدان طابع المدينة التاريخي وتراجع أعداد السكان الدائمين لصالح موجات الزوار والمستثمرين.