المصدر / شيماء مصطفى
دراسة سويدية تحذر: التواصل المكثف مع الآخرين دون دعم اجتماعي في العمل يضاعف احتمالات الإصابة بالنوع الثاني من السكري
في تحذير طبي جديد، كشفت دراسة سويدية عن علاقة وثيقة بين الضغوط النفسية الناتجة عن العمل المكثف مع الجمهور، وخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، لا سيما بين النساء.
ووفقًا للدراسة التي أجراها باحثون من معهد "كارولينسكا" في ستوكهولم، فإن العاملين في وظائف تعتمد على التفاعل المستمر مع المرضى، الطلاب، أو العملاء—مثل التمريض والتعليم وخدمة العملاء—يتعرضون لخطر صحي خفي يتمثل في ارتفاع معدلات الإصابة بالسكري بسبب التوتر المزمن.
واعتمدت الدراسة على بيانات تمتد لقرابة 15 عامًا، وشملت أكثر من 200 ألف شخص لم يكن لديهم تاريخ سابق مع مرض السكري، ليتبيّن أن المتطلبات العاطفية المتزايدة، وغياب شبكات الدعم في بيئة العمل، يرتبطان بارتفاع واضح في معدلات المرض، حيث بلغت الزيادة 24% بين النساء و20% لدى الرجال.
المثير في نتائج الدراسة أن الضغط النفسي الناتج عن "كبت المشاعر" أو "الابتسامة الإجبارية" المطلوبة في بعض المهن، يمكن أن ينعكس سلبًا على وظائف الجسم الحيوية، بما في ذلك استجابة الجهاز العصبي للضغوط، وزيادة مقاومة الجسم للأنسولين.
وتوضح الدراسة أن النساء في وظائف تفتقر للدعم الاجتماعي ويُطلب منهن جهدًا عاطفيًا عاليًا، أكثر عرضة بنسبة 47% للإصابة بالسكري مقارنةً بنظيراتهن اللواتي يعملن في بيئات أكثر دعمًا وأقل توترًا.
ويؤكد الخبراء أن هذه النتائج تفتح الباب أمام دعوات لتحسين بيئة العمل، ليس فقط للحد من الإرهاق الوظيفي، ولكن أيضًا لتفادي تداعيات صحية خطيرة بدأت تتضح بشكل أكبر في المجتمعات الحديثة.