المصدر / شيماء مصطفى
رؤساء سابقون للموساد والشاباك يعتبرون الحرب فقدت عدالتها ويدعون لتدخل أميركي يحقق صفقة تبادل وإعادة الهدوء
في خطوة غير مسبوقة، وجّه 550 من كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين، من بينهم رؤساء سابقون لجهازي "الموساد" و"الشاباك"، رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، دعوه فيها إلى التدخل العاجل للضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بهدف إنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ ما يقارب العامين.
الرسالة التي أطلقتها حركة "قادة من أجل أمن إسرائيل"، شددت على أن حركة حماس لم تعد تشكل تهديداً إستراتيجياً لإسرائيل، معتبرة أن الأهداف العسكرية الأساسية للعملية قد تحققت منذ فترة، وأن استمرار الحرب لا يخدم أمن إسرائيل، بل يهدد هويتها ومكانتها الدولية.
وقال عامي أيالون، الرئيس السابق لجهاز الأمن العام (الشاباك) وأحد الموقعين على الرسالة: "بدأت هذه الحرب كدفاع مشروع، لكنها الآن باتت عبئاً أخلاقياً وأمنياً. لقد آن أوان إيقافها".
وتضمنت الرسالة أسماء بارزة في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، منها ثلاثة رؤساء سابقين للموساد: تمير باردو، وإفرايم هاليفي، وداني ياتوم، إلى جانب أربعة رؤساء سابقين للشاباك ووزيري دفاع سابقين، إيهود باراك وموشيه يعالون، ورئيس أركان سابق، دان حالوتس.
الرسالة دعت ترامب بشكل مباشر إلى استخدام نفوذه لدى الحكومة الإسرائيلية، لاسيما أنه يتمتع – بحسب ما ورد فيها – بمصداقية كبيرة لدى شرائح واسعة من الشعب الإسرائيلي، ما قد يتيح له لعب دور مفصلي في إنهاء الحرب وتحقيق صفقة شاملة لإطلاق سراح الرهائن وتغيير المشهد السياسي في القطاع.
وبينما تتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل، مع تصاعد عدد الضحايا الفلسطينيين إلى أكثر من 60 ألف قتيل وفق وزارة الصحة في غزة، يصرّ بعض الوزراء في حكومة نتنياهو على مواصلة العمليات العسكرية، بل ويدعون إلى إعادة احتلال غزة بالكامل.
وفيما يرى الموقعون أن الحل الأمني قد استُنفد، أشاروا إلى أن الخطوة التالية يجب أن تكون سياسية بامتياز، وتتمثل في تمكين سلطة فلسطينية مُصلحة لإدارة القطاع، بدلاً من استمرار سيطرة حركة حماس.
الرسالة تعكس تحولاً لافتاً في مواقف قيادات أمنية إسرائيلية طالما ارتبطت بالنهج العسكري، لتضع الآن خيار الحل السياسي والتفاوضي كأولوية، في ظل ما وصفوه بـ"تدهور الردع وتآكل المعنويات الوطنية