المصدر / شيماء مصطفى
سويسرا تدفع ثمن الحياد والشفافية في مفاوضات تجارية تهيمن عليها سياسة الضغط والمصالح الآنية
حياد سويسري في مهب العاصفة الأمريكية.. ترامب يُعاقب "النية الطيبة" بالتعريفة الجمركية
في عبارة تختصر المأزق بأكمله، قال مسؤول سويسري: "نحن نؤمن بتقديم عروض معقولة وصادقة.. لسنا بارعين في لعبة السياسة القائمة على النفوذ والضغط".
لكن يبدو أن الصدق وحده لا يكفي في مفاوضات تجارية تقودها إدارة ترامب بمنطق المساومة القاسية والمصالح اللحظية.
فقد دخلت سويسرا إلى طاولة التفاوض على أساس "الموضوعية"، لكنها خرجت بتعريفة جمركية قاسية، بينما نالت دول أخرى إعفاءات سخية دون تقديم التزامات ملموسة. والسبب؟ غياب أوراق الضغط، ورفض برن الانخراط في "وعود غير واقعية" أو صفقات سياسية حادة.
ورغم أن سويسرا ألغت كل الرسوم الجمركية الصناعية من جانبها، وتُعد من أكبر المستثمرين في السوق الأمريكية – بصادرات تشمل الساعات الفاخرة والآلات والشكولاتة – إلا أن ذلك لم يشفع لها لدى إدارة ترامب، التي تنظر فقط إلى ميزان العجز التجاري.
وفي تصريحه المقتضب يوم الجمعة، قال ترامب إن "الأغنياء يجب أن يدفعوا أكثر"، في إشارة مفهومة إلى الدول ذات الفوائض التجارية.. وكان ذلك بمثابة رسالة واضحة إلى سويسرا.
فرصة أخيرة أم صفقة بشروط أمريكية؟
ورغم الإحباط السويسري، لا تزال هناك بارقة أمل. فقد أعلنت غرفة التجارة السويسرية ـ الأمريكية أنها تعمل على طرح "أفكار جديدة" لإعادة فتح باب الحوار.
وقال رئيس الغرفة، راهول ساهجال:
"يجب أن نعيد الأمور إلى نصابها.. صحيح أن لدينا عجزًا تجاريًا مع أمريكا، لكن التزاماتنا الاستثمارية تتفوق على دول أكبر منا بكثير."
وبينما تتحضّر الشركات الكبرى لتداعيات القرار، يترقّب الجميع إمكانية عقد اجتماع مباشر جديد مع ترامب أو فريقه.. اجتماع قد يعيد صياغة الصفقة – ولكن هذه المرة بشروط واشنطن فقط.