المصدر / غربة نيوز

إعصار إيرين يهدد سواحل أمريكا بعد ضربه جزر الكاريبي برياح وأمطار كارثية

يواصل إعصار إيرين، أول أعاصير موسم 2025 في شمال المحيط الأطلسي، تحركه العنيف عبر منطقة الكاريبي مصحوبًا برياح قوية تصل سرعتها إلى 205 كيلومترات في الساعة، ما يجعله إعصارًا من الفئة الثالثة على مقياس سافير-سيمبسون. الإعصار حاليًا يقترب من جزر البهاماس، متسببًا في أمطار غزيرة، وتزايد خطر الفيضانات، وسط تحذيرات من موجات عاتية قد تضرب السواحل الأمريكية خلال الأيام المقبلة.

ووفقًا للمركز الوطني الأمريكي للأعاصير، فإن إيرين يُتوقع أن يتجه شمالًا بين الساحل الشرقي للولايات المتحدة وجزيرة برمودا، لكن رغم أن وصوله إلى اليابسة الأمريكية لا يزال غير مرجّح، إلا أن التأثيرات الجانبية تبقى خطيرة، خاصة مع إمكانية تشكل أمواج مدمرة بارتفاع قد يصل إلى 6 أمتار، تهدد المناطق الساحلية، خصوصًا في ولاية كارولاينا الشمالية. وقد بدأت بعض السلطات المحلية بإصدار أوامر إخلاء احترازية في المناطق المعرّضة للخطر.

وقد شهدت مناطق مثل جزر تركس وكايكوس، وهايتي، وجمهورية الدومينيكان، هطولات مطرية غزيرة ناتجة عن تأثيرات الإعصار المدارية، وسط تحذيرات من فيضانات مفاجئة وانهيارات أرضية. كما تسبب الإعصار خلال عطلة نهاية الأسبوع في أضرار واسعة النطاق في بورتوريكو وشمال الأنتيل الصغرى، حيث تضررت منازل، وسقطت أشجار على الطرق، وانقطعت الكهرباء عن أكثر من 150 ألف منزل، بحسب شركة "لوما" للكهرباء التي أكدت استعادة الخدمة لأكثر من 90% من المشتركين حتى مساء الإثنين.

الخبراء أشاروا إلى أن إعصار إيرين شهد واحدة من أسرع حالات التكثيف المسجلة لعاصفة مدارية، حيث تحوّل من منخفض استوائي إلى إعصار قوي خلال أقل من 24 ساعة، وهو ما يعكس تأثير درجات الحرارة المرتفعة في المحيط الأطلسي هذا العام. ويرى العلماء أن الأعاصير تزداد قوة بسبب تغير المناخ، إذ تؤدي المياه الدافئة إلى تغذية العواصف بطاقة حرارية عالية، تجعلها أكثر شدة وأسرع في تطورها.

تشير توقعات الأرصاد الجوية الأمريكية إلى أن موسم الأعاصير 2025 سيكون أكثر حدة من المعتاد، على الرغم من بدايته الهادئة نسبيًا. وتأتي هذه التحذيرات في ظل تزايد القلق من تكرار سيناريوهات أعاصير مدمرة سابقة، مثل إعصار هيلين عام 2024، الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص في جنوب شرق الولايات المتحدة. ومع استمرار ارتفاع حرارة المحيطات، يتوقع العلماء أن تزداد وتيرة وشدة الأعاصير المدارية في السنوات المقبلة، ما يستدعي تعزيز أنظمة الإنذار المبكر، ورفع جاهزية المناطق الساحلية لمواجهة الكوارث الطبيعية القادمة.