المصدر / شيماء مصطفى

تداعيات كارثية لاستخدام الذخائر العنقودية في أوكرانيا

كشف مرصد الذخائر العنقودية في تقريره السنوي أن استخدام هذه الأسلحة في أوكرانيا منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022 أدى إلى مقتل وإصابة ما يزيد على 1200 مدني، مع ترجيح أن يكون العدد الفعلي أعلى بكثير، وأوضح التقرير أن معظم الضحايا سقطوا خلال عام 2022، فيما سجلت أوكرانيا وحدها عام 2024 ما يقارب ثلثي الضحايا المسجلين على مستوى العالم.

استخدام واسع من الطرفين

أكد التقرير أن الجيش الروسي لجأ بكثافة إلى الذخائر العنقودية منذ اليوم الأول للغزو، بينما اتهمت موسكو القوات الأوكرانية باستخدامها على الأراضي الروسية. وبذلك باتت هذه الذخائر السبب الأكبر لسقوط مدنيين في العالم خلال السنوات الثلاث الماضية.

تهديد طويل الأمد

تتميز هذه الذخائر بخطورتها المستمرة حتى بعد توقف القتال، إذ إن عددا كبيرا منها لا ينفجر عند الاصطدام، ليتحول إلى ما يشبه الألغام التي قد تنشط بعد سنوات وتشكل خطرا على المدنيين، خاصة في المناطق الزراعية والمأهولة بالسكان.

موقف القانون الدولي

روسيا وأوكرانيا ليستا ضمن 112 دولة صادقت على اتفاقية حظر الذخائر العنقودية لعام 2008، كذلك لم تنضم دول مثل سوريا وبورما والولايات المتحدة، التي واجهت انتقادات حادة حين قررت عام 2023 تزويد أوكرانيا بشحنات من هذه الذخائر، بلغ عددها سبع شحنات على الأقل حتى الآن.

أبعاد عسكرية

من الناحية العسكرية، تمنح الذخائر العنقودية قدرة على تعطيل مدارج المطارات، تلغيم مناطق واسعة، أو استهداف أعداد كبيرة من الجنود، إلا أن هذه الميزة القتالية تقابلها آثار إنسانية كارثية لا يمكن السيطرة عليها.

نقوش كورية في ساحة المعركة

خلال عام 2025، تم العثور على ذخائر تحمل نقوشا، كورية شمالية في مناطق تحت السيطرة الأوكرانية. التقرير لم يحسم ما إذا كانت قوات كورية شمالية مشاركة في القتال قد استخدمتها، أم أن موسكو حصلت عليها من بيونغ يانغ.

انتكاسات في الجهود الدولية

على الصعيد الدولي، أشار المرصد إلى تراجع مقلق في الالتزام بالاتفاقية الدولية، ففي مارس الماضي، انسحبت ليتوانيا من المعاهدة استنادا إلى مخاوف أمنية إقليمية، ما أثار قلقا من إمكانية أن تحذو دول أخرى حذوها، وهو ما وصفته رئيسة المرصد بأنه تهديد خطير للنظام الدولي القائم على حظر الألغام والذخائر العنقودية.