المصدر / وكالات

إنها علامة فارقة في دورة الانتخابات الرئاسية الأميركية. دونالد ترامب الثري الأميركي أصبح يوم الخميس 26 مايو المرشح الفعلي للحزب الجمهوري الأميركي والإعلان جاء على يد مؤسسة إعلامية هي الأسوشيتد برس.

جاء الإعلان عندما أعلنت وكالة الأنباء الأميركية أنها استعلمت من عدة مندوبين لمؤتمر الحزب الجمهوري عن قراراتهم بشأن مرشح الحزب، وأعلن عدد منهم أنهم اتخذوا قرارهم بدعم ترشيح ترامب بعدما كانوا غير ملزمين بذلك، وبذلك تخطّى ترامب عتبة 1237 مندوباً قبل أن يصل إلى انتخابات كاليفورنيا ونيوجرسي وآخر مطاف الانتخابات التمهيدية.

"أنا هو"

وحكاية الرقم روتها أسوشيتد برس عندما اتصلت بأحد المندوبين لتسأله عن تأييده لمرشح الحزب الجمهوري، فسألهم عن الرقم الذي وصلوا اليه وقالوا 1235 فأعطى مندوباً آخر كان معه في السيارة ليتحدث إلى وكالة الأنباء الأميركية فأكد أنه يؤيّد ترامب، وبذلك أصبح عدد المندوبين 1236 وعندما أكد مراسل أسوشيتد برس أن الرقم أصبح 1236 قال جون تراندن من نورث داكوتا وهو يقود سيارته "أنا الآن أؤيد" فأصبح الرقم 1237 وأصبح هو صاحب الفضل في إعلان ترشيح ترامب رسمياً.

إنها بالفعل مسيرة من غرائب الانتخابات الأميركية، فدونالد ترامب بدأ حملته في16 يونيو 2015 عندما كانت مجموعة من زعماء الحزب تخوض السباق ومن بينهم حاكم فلوريدا السابق جيب بوش والسيناتور تيد كروز من تكساس.

حينها اعتبر الكثيرون أن ترامب مجرد نجم تلفزيوني وثري من نيويورك ومن المستحيل عليه أن يستمر في السباق لأسابيع لكن شعبية ترامب كانت مفاجئة، وتمكّن من حشد الآلاف من المؤيّدين في مهرجاناته الانتخابية، فيما فشل منافسوه في منافسة خطاباته الانتخابية النارية والشخصية.

من الملاحظ أن ترامب حصل على العدد الضروري من المندوبين لترشيح حزبه قبل أن تتمكّن هيلاري كلنتون من الحصول على الرقم "الذهبي" للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي، فهي بدأت الحملة الانتخابية قبل أشهر منه وحصلت على 2305 وما زالت تحتاج الى 78 مندوب ستحصل عليهم على الأرجح في ولايتي كاليفورنيا ونيوجرسي، وقد انتقد دونالد ترامب منافسته المرجحة هيلاري كلنتون بسبب ذلك ويريد الإيحاء بأنه مرشح قوي وهي ضعيفة.

مع وصول ترامب إلى العدد المطلوب من المندوبين يكون الحزب الجمهوري قد وقف خلف المرشّح، وسيكون خطاب ترامب مسيطراً على البرنامج السياسي للجمهوريين، ويقوم على اتخاذ إجراءات راديكالية ضد المهاجرين غير الشرعيين مثل بناء حائط مع المكسيك، ومنع المسلمين من حول العالم من دخول أراضي الولايات المتحدة إلى أن تتأكد الولايات المتحدة من أنهم لا يشكلون خطراً على أمن أميركا، ومعاقبة دول الصين بفرض تعريفات جمركية كبيرة على بضائعها إن لم تحترم اتفاقيات التجارة المعقودة بين البلدين.

مواقف معدّلة

من غرائب حملة ترامب أنه يتابع نشر تصريحاته المثيرة للجدل والصحافة، وفي حوار صحافي بعد ساعات من الإعلان عن نيله العدد المطلوب من المندوبين كرر أقواله أن الولايات المتحدة تواجه خطر "الإسلام الراديكالي" لكنه لم يكرر موقفه حول منع المسلمين من دخول أميركا كما يلقي ترامب خطاباً حول الطاقة.